نفى النرويجي ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن تكون مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، تحت مظلة دفاعه الجماعي، الذي تنص عليه المادة 5 من معاهدة هذه المنظمة، مشيرا إلى اعتماد مفهوم استراتيجي جديد خلال قمة مدريد، يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري.
وذكرت وسائل الإعلام الأوروبية، أن وثيقة حلف شمال الأطلسي، التي ستحدد مسار وأولويات الدول الثلاثين الحليفة على مدى العقد المقبل، ستشمل الدفاع عن “سيادة وسلامة الأراضي” للدول الأعضاء، ولن تضم المدينتين المحتلتين المذكورتين.
وأفادت صحيفة “إل باييس” الإسبانية، أنه على الرغم من عدم ذكر سبتة ومليلية صراحة في هذه الوثيقة، لذلك في حالة وقوع هجوم خارجي من حيث المبدأ من طرف المغرب ضد كل من المدينتين، يجب على إسبانيا إقناع الحلفاء بمساعدتها في مواجهة العدوان لأن صياغة المفهوم الاستراتيجي لا تضمن ردا تلقائيا من الحلفاء.
وأشار رئيس حلف شمال الأطلسي في مؤتمر صحفي من بروكسل، أمس الإثنين إلى أن المادة 6 من حلف شمال الأطلسي، تحدد “النطاق الجغرافي” الذي يغطي “ضمانات الدفاع الجماعي” إذا تعرض أي من الحلفاء لهجوم من قبل دولة ثالثة، ويتطلب مساعدة بقية شركاء الناتو الذين يحتجون لها وفق ما تمليه المادة 5.
وأكد ستولتنبرغ على أن المادة 6 المذكورة أعلاه تدرج تلك الأقاليم المدرجة في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو الجزر “الخاضعة لولاية أي من الأطراف في منطقة شمال الأطلسي فوق مدار السرطان أو المدار الشمالي”، علما أن كل من سبتة ومليلية المحتلتين تقع جغرافيا في إفريقيا، خارج منطقة نفوذ “الناتو”.
وقال بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني في تصريح لوكالة “أسوشيتد بريس” الأمريكية، إن “هذا هو الحال وعلينا أن نفهم أن مسألة الاحتجاج بالمادة 5 بشأن دفاعنا الجماعي هي قرار سياسي، لذلك يجب اعتماده بتوافق الآراء من قبل جميع الحلفاء في مجلس شمال الأطلسي وتلقائيا، على الرغم من أنه لا يتوافق في هذه الحالة بالذات “.
وفي السياق ذاته، أبرزت مارغريتا روبلس، وزيرة الدفاع الإسباني، اليوم الثلاثاء، في تصريح للقناة التلفزيونية “أنتينا تريس” أن الحلف الأطلسي يطالب بالدفاع عن وحدة أوكرانيا التي ليست عضوا في هذه المنظومة، فكيف لن يدافع عن وحدة إسبانيا التي هي عضو فيه، مشيرة إلى أن الوثيقة الجديدة للحلف الأطلسي لا تشير إلى خصوصية كل دولة على حده، بل تركّز على حماية أراضي كل الدول الأعضاء، بما فيها الدفاع عن سبتة ومليلية المحتلتين.