استطلاع: ثلث المغاربة تعرضوا للتمييز العنصري.. و43 % يقرون التمييز ضد "السود"
كشف استطلاع للرأي أنجزه “البارومتر العربي” عن معطيات مثيرة بشأن التمييز العنصري ومعاداة السود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ أفادت نتائج الاستطلاع بأن النسبة الكبرى من الذين عبروا عن تعرضهم للتمييز سُجلت في المغرب.
وبالرغم من أن المملكة قطعت أشواطا في مكافحة التمييز، على المستوى الدستوري والقانوني، فإن الاستطلاع أظهر أن ثلث المستجوبين المغاربة قالوا بأنهم كانوا ضحايا للتمييز العنصري، بينما بلغت النسبة الرُّبع أو أقل في جميع الدول الأخرى المشمولة بالاستطلاع.
وأحدث المغرب، بموجب دستور 2011، “هيئة المناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز”. كما صادقت المملكة على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، التي تحظر “جميع أشكال التمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو النسب أو المعتقد أو الثقافة أو الانتماء القوي أو الاجتماعي أو الإثني أو الديني أو لأي سبب آخر”.
وبالرغم من ذلك، يتضح من خلال نتائج الاستطلاع، أن نسبة كبيرة من المغاربة لا تزال تتعامل مع التمييز العنصري كمسألة غير ذات خطورة؛ فقد اعتبر 37 في المائة منهم فقط أنه مشكلة، وراء مصر التي جاءت في المرتبة الأخيرة بنسبة 8 في المائة، بينما تصدر التونسيون الترتيب حيث اعتبر 80 في المائة أن التمييز العنصري يعتبر مشكلة في بلدهم.
وفي المقابل، ترتفع نسبة المغاربة الذين قالوا بأن التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء في المغرب مشكلة “كبيرة” أو “متوسطة”، بنسبة 43 في المائة. وتصدّرت تونس، التي هي الدولة الوحيدة التي تتوفر على قانون يجرم التمييز العنصري، إضافةً إلى السودان، الترتيب بنسبة 63 في المائة معا.
وفسّر معدّو التقرير ارتفاع نسبة المغاربة الذين يتصورون وجود التمييز ضد السود في المغرب بنسبة 43 في المائة، مقارنة مع نسبة الذين يتصورون أن التمييز العنصري مشكلة (37 في المائة)، بكون الأفراد السود في المغرب عاشوا “تاريخا من العنصرية والتحيز ضدهم، وتعود جذور ذلك إلى استرقاق الأفارقة السود بالمغرب”.
عامل آخر يرى معدّو التقرير أنه يساعد في تأجيج نيران العنصرية التي تستهدف الأشخاص من إفريقيا جنوب الصحراء، في الوقت الراهن، هو أن المغرب يعد نقطة عبور للمهاجرين واللاجئين الساعين إلى الملاذ الآمن في أوروبا، حيث يتواجد به نحو 700 ألف مهاجر، وفق إحصائيات 2021. ويعمل المغرب، بمساعدة أوروبا، على ردع المهاجرين الأفارقة ومنعهم من العبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط.
ويفيد الاستطلاع، الذي هو الأول من نوعه الذي يفحص بشكل ممنهج إلى أي درجة يعتبر الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن ثمة وعيا وفهما لدرجة انتشار التمييز ضد السود في المغرب، حيث بلغت نسبة الذين اعتبروا التمييز ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء “مشكلة كبيرة” أو “متوسطة” 40 في المئة.
وخصص البارومتر العربي تقرير دورته السابعة لهذه السنة لموضوع التمييز العنصري ومعاداة السود في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد اكتساب قضية العرق والعلاقات العرقية مؤخرا اهتماما متزايدا في المنطقة، نتيجة تزايد معدلات الهجرة إلى عدد من دول المنطقة وعبرها، “فضلا عن التهميش التاريخي للمجتمعات السوداء بالمنطقة”؛ كما جاء في الملخص التنفيذي للتقرير.
ويفيد التقرير بأن التصورات حول التمييز ضد السود لا ترتبط في كل الحالات بمستوى التعليم، وهو الأمر المشترك بين عدد من الدول الأخرى؛ لكن التقرير رصد اختلافات بحسب النوع الاجتماعي، حيث النساء أكثر إقبالا على الإبلاغ بوجود التمييز العنصري والتمييز ضد السود، في الكثير من الدول التي شملها الاستطلاع.
وبلغت نسبة المشاركين في الاستطلاع من المغاربة الذين لديهم مستوى تعليمي جامعي، والذين اعتبروا أن التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء في المغرب 36 في المائة، بينما ارتفعت النسبة إلى 45 في المائة في صفوف ذوي التعليم الثانوي أو أقل.
وتتقارب نسبة الرجال والنساء من المشاركين المغاربة إزاء موضوع العنصرية، حيث بلغت نسبة الرجال الذين قالوا إن التمييز العنصري يعتبر مشكلة في المغرب 38 في المائة، مقابل 36 في المائة من النساء، بينما كانت النسبة متكافئة (43 في المائة) بالنسبة للذين قالوا بأن التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء يعد مشكلة “كبيرة” أو “متوسطة” في المملكة.